samedi 28 janvier 2012

أنا و التراب



ترابي أنا منه و هو مني
 
ضاق صدري                                       
و انفجر القلب الرهيف                           
ازداد نبضان هدا التعيس
حجرة فيها الظلام
بات فيها بدون أنيس
طال عذاب الأيام و المحن
و اشتاق قلبي بان يخرج من الأحلام
عذابي في ترابي نام
ترابي اسود اللون القاتم
لمادا تكرهني يا ترابي فاني لك دائم
ماذا جرى لك حتى تبعدني
حتى خطوات جسدي صارت ثقيلة عليك
ترميني كل مرة حين أداعبك
لا تقبل مزاجي و أنا الحائر
مشيت على أشواك ترابي
تدربت فوق صخرات الآلام
نمت  تحت الجدران المائلة
ذابت دموعي و انهارت أحلامي
ماذا أصابك يا ترابي
هجرت من أجلك   
ولما عدت عاد العذاب
صاح شبابي في أحشاء و غبار التراب
صعد حزني إلى الأفق البعيد
حتى يتأمل داك العراك الدائم
و أرى من يشاركك في تعذيبي
و لكن اعرف بأنك لا تحبني بالتمام
و اعرف بان تنفسي من هواك اندثر
و رفعت الأعلام السوداء في وجهي
و مزقت أوراقي البيضاء في مدينتي
و شكلت سراجا مثينا حول حياتي
و تأمرت مع أعدائي في نحيبي
و صرخت في وجهي
و كأني لست منك يا ترابي
بكيت من اجل الرجوع إلى أصلي
و لكن مهلا سأرجع إليك و أنا في نعشي
و سأدفن بين تراك قريبا
و سيقولون يوما باني كنت مجهول
و سيعرفون بأن جسدي ليس من هدا التراب
يا أمالي و يا هدا الطين اللازج
لما تهجرني و أنا مخلوق منك
لما تزج بي في وحل المتاهات
كنت بعيدا عنك فأرى الحنان
و لما اقتربت منك بان الخصام
و عرفت بأنني غير مرغوب في مدينتي
آه كم هو حزين داك القلب الرهيف
كم هو مشتاق أن يتنفس رحيق التراب
و لكن سابكي و أضل ابكي
و انتظر كفني الأسود
حتى يوارى جسدي التراب
و عقلي معلق في ثقافة الجهل
و اعرف بان ترابي مني و أنا منه إلا في العذاب
                                                                               

vendredi 27 janvier 2012

مداح الأسواق


ســوق الجمعة بالحناية 
 ســوق الجمعة بالحناية
 ســوق الجمعة بالحناية
ســوق الجمعة بالحناية















مـــــداح لــســـواق

كنا نسمع عن المداح في الأسواق الشعبية بأنه هو المذياع و هو التلفزة في عصرنا هدا بحيث كان المداحون يتنافسون في بعضهم البعض أمام الحلقات للمتفرجين و لكل مداح و له مشجعيه و محبيه .
كان المداح معروفا بمدحه للأنبياء و الرسل و الأولياء الصالحين و خاصة خاتم النبيين و المرسلين سيدنا محمد عليه أزكى الصلاة وأزكى التسليم.
كان المداح يستعمل صوته و حركاته و تنقلاته من أمام المتفرجين          و يساعده القصاب أي صاحب الناي الذي يعزف مقاطع حزينة و يرافق كل مداح في قصائده.
داع صيت المداحين في أسواق الجزائر في زمن مضى و لكن تلاشت هده الحلقات من المدائح الدينية التي كان يتتبعها المواطن و ينتظر أو بالأحرى يتنقل عبر الأسواق للتفرج و الاستماع لمداح النبي .
كان المداح يكثر من الدعاء للمرضى و الصحة للجميع و كانت دعواتهم مقبولة و فيها نية كبيرة لدى المستمع و كان يقابلها جمع الأموال القليلة .
عبد القادر علولة اقتبس و سمى المسرح من إسم القوال و هو المداح الذي في الأسواق و قلده و تتبع خطاه لما فيه من حركات و أقوال مميزة و كذلك في كيفية جدب المتفرج للحلقة .
و لكن غابت الحلقات في الأسواق و لم تعد تظهر و لا يعرف شبابنا هدا ما معنى المداح في لسواق بحيث التكنولوجية غلبت و قضت على الحلقة.
رجعت في هده المدة نوع من الحلقات لبعض المداحين القدامى و برجوع محتشم لا يعرفهم أغلبية المتفرجين و لكن رجوعهم هدا لم يكن مثل الماضي أين كانت المدائح الدينية تطغى على الحلقة و الكلمات المعبرة      و المربية لعشاقها و كانت القصائد و الغزوات للصحابة الكرام و السلف الصالح و لكن رجعت الحلقة بطريقة جديدة أين يغلب عليها الكلام القبيح   و السيئ و الكلام المباح و الرذيلة و ما إلى دلك و يقولون بأنها موضة العصر و ترى الناس ينفجرون ضحكا لما يسمعون الكلام المشين و للأسف لم يعد لها طعم و لا حلقة مفيدة بل مهدمة لشبابنا .
ما أحلى الحلقة و لكن كما كانت سابقا فيها الكلام الصائب و المربي         و القصائد الشعرية الجميلة و الغزوات التي حفظها أبائنا و أجدادنا من مثل هده الحلقات و ليست حلقات هدامة و فتاكة و غير لائقة بمجتمعنا المحافظ.      


samedi 21 janvier 2012

الفــْريــنــة التقـلـيـديـة


 صورة ملتقطة من قرية مليلية بلدية الحناية
 صور ملتقطة من مدينة إليزي
 صور ملتقطة من مدينة إليزي
صور ملتقطة من مدينة إليزي
 صور ملتقطة من مدينة إليزي
 صور ملتقطة من مدينة إليزي
صور ملتقطة من مدينة إليزي










    








الـفـْـريـــنــة   الــتــقــلــيــديــة

تكلمنا سابقا على الفران التقليدي و هو في طريقه للإنقراض  و لم يبقى يستعمل الأن اللهم بعض الشيوخ و هم محسوبون على الأصابع وفي مدينة تلمسان فقط يريدون التمسك بهده الحرفة .
أما الفـْرينة التقليدية فلم يبقى لها أتر في ولاية تلمسان بأكملها اللهم في بعض المداشر مثل قرية مليلية ببلدية الحناية أو في عريمة بلدية بني وارسوس أو في قرية أبو قرة.
 ما هي الفـْرينة ؟
الفـْرينة هي عبارة عن قبة مصغرة مصنوعة من الحجر و الطين صغيرة الحجم لها نوافد صغيرة على جوانبها و لها باب دائري في الوسط لتمكين إدخال الخبز و الحطب .
طريقة الطهي بها و هو إقاض النار بداخلها بواسطة الحطب و  الشوك و يتركوها تسخن جيدا و في تلك الأثناء الخبز يكون جاهزا لطرحه , لما يسقط الجمر يضعون فوقه قطعة من معدن الحديد و يضعون فوقه ضلع أو أوراق الدوم ثم يضعون الخبزة تلوى الأخرى حتى تنتهي المرأة من طهي جميع الخبز .
 خبز الفـْرينة لا مثيل له فله طعم جميل و رائحته شيقة تدخل البهجة في النفوس و خاصة خبز الزرع و القمح , أما إدا أكلت طاجين الحوت أو السردين فلا تشبع من الأكلة و إدا أكلت طاجين الفلفل كدلك لا تشبع منه و كل الأكلات المطروحة في الفـْرينة في الحقيقة لا تشبعها .
في صحراءنا الشاسعة لهم طريقتهم في طهي الخبز و الكل لديهم طريقة واحدة و هي إشعال النار بالحطب و بقايا النخيل فوق الرمل     و يتركونها تشتعل حتى تنتهي و يبقى الجمر في حينها يوسعون الرمل و الجمر على حسب الخبزة الكبيرة و يضعونها في الوسط و ثم يغطونها بالرمل و الجمر الساخن و يتركونها حتى تنضج و يخرجونها و ينفضوا منها الرمل و تكون جاهزة للأكل ثم يفتتون الخبزة إلى قطع صغيرة ويسقى بالمرق المخصص لها و في الحقيقة هي من أشهى الأكلات بهده الطريقة.
لمادا تركنا هده التقاليد التي فيها جميع الفوائد و اتجهنا نحو العصرنة و قلدنا غيرنا في أشياء لا فائدة لنا منها و تجلب لنا الأمراض مادا أصابنا و يا ويل لأهوائنا الطائشة.
الفـْرينة تسهل لنا العيش الكريم و الصحة و العافية في الحياة اليومية و توفر لنا الخبز الطبيعي و النكهة الأصلية و لها نظرة جميلة و هي قابعة أمام الباب و هي رمز الضيافة و الكرم و الجود فلمادا أهملنا كل هده الأشياء الجميلة و الثمينة.

الفـْرينة بجودها تسلي             و عليها دعوة الوالدين
الخير موجود لا نبالي            خبز سخون و شحال بنين
اللي دير فيها ما يولي             فلفل حوت و لا لحم زين
للضيف ما تخيب أمالي           حاضرة حتى فالوقت الشين






vendredi 20 janvier 2012

الزين التلمساني














هده الصور إلتقطتها من مدينة ندرومة في حفل إفتراضي في إطار ملتقى عبد المومن بن علي 

 

الـــزيـــن الــتـــلـــمـــســـانـــي

                          أه يا تلمسان فتنتينا بالزين 
 
لعلك سمعت عن الزين التلمساني و بدأت تتخيل أين يكمن هدا الزين  و أين يوجد و كيف هو , أسئلة تتبادر إلى الأذهان و تحاول أن تعرف خباياها .
الزين التلمساني و هو زين رباني أعطاه إلى هده المدينة الجميلة كما غنى به المطرب و الفنان الحاج محمد الغفور و يقول في غناه : إن الله جميل و يحب الجمال فكيف عبادك لا يعشقون .
تلمسان شابة في كل شئ في مظهرها و في طابعها المعماري حيث بناءها يعشقها كل زائر لها .
تلمسان زينة في أولادها و شيوخها و تلحيفة نساها ترى فيها الجمال يشرق في وجوه فتياتها .
تلمسان حنينة تحن على كل واطئ أرضها لا تبخل عن أي طالب يدها  و يسكن بها كل راغب في المكوث بها .
تلمسان العلم فيها العلماء أجلاء تركوا بصماتهم و سكنوا بها  و ضحوا من أجلها و أعطوا كل ما يملكون من أجلها.
تلمسان فيها سيدي بومدين عساس عليها و هو في رأس الجبل يضوي عليها بالنور و بدعواته الكريمة .
تلمسان ديك الصومعة العالية من بعيد تبان صومعة منصورة أثار يحفظ سكانها من البلاء.
تلمسان فيها لالة ستي ضاوية في كل أوقات يزوروها كل الزايرين ليها و فيها القعدة تحلى خاصة في رمضان .
تلمسان فيها الأقادير معروفة من زمان يذكرها الناس بالخير و هي اللي فيها تاريخ طويل يحكي عليه العالم و لا يمل من هده الحكاية .
تلمسان فيها التقاليد راسخة ما بين ناسها فيها طبوع و غنى الملحون و الحوزي و الأندلسي يطرب الأذان فيها العربي بن صاري و فيها بن الزرقة خلا الآثار و فيها القلال و العيساوة و أولاد نهار و فيها و فيها ... و فيها الشعر و الشعراء فالملحون و الفصيح يصدح صديح فيها محمد ديب خلا البيان .
تلمسان فيها الحرفة و فيها التقليد من عهد زمان فيها النحاس         و السرج و النسيج به معروفة و البلغة و المشطة و الشمع اللي ضوى عليها فيها اللباس التقليدي و القفطان العروسة به معروفة و الشدة تزين الغزالة و الحنة فاليد مرسومة فيها الذهب من غيره ما يقبلوا ناسها العربون . .
تلمسان فيها الفرحة فرحة عرسها مين يدخل العريس بالعود و الطبل و الزرنة أه شحال تحلى ديك النظرة و الناس ترقص مع الإخوان .
تلمسان فيها الطبخ التقليدي معروف فالبلدان الطعام كل جمعة في كل دار الحريرة ما تشبعها و طبق الحمص بالبدنجان و البايلة فوق المايدة محطوطة فيها الحلويات التقليدية من الكعك به مشهورة و المقروط    و الكريوش و الصامصة الشاي بلا هادوا ما تحلى القعدة .
تلمسان فيها الكلام بالهمة فيها الآلة تخرج من الفم مرسومة ما تجبر مثلها فالبلدان الشيخ يقولوا له سيدي و الحرفي يقولوا له المعلم       و الفنان يعطوا له مول الصنعة و القيمة تجبرها حتى عند الصغار.
تلمسان المدينة عندها أولادها تلمسان صغار دايرين بها عندهم من كل حويجة حاجة , تجبر سبدو بتقاليدها مشهورة و تجبر أولاد ميمون تحرس المحروسة .و تجبر مغنية و مرسى بن مهيدي فيها الغيوان    و تجبر البحر فالغزوات و ندرومة حتى هما بالآلة و الفن و الثقافة ما تتغير على مدينة تلمسان , فيها الرمشي و الحناية قريبة .
أه يا تلمسان فتنتينا بالزين جمال معروفة من هادوا سنين فيك من كل أصبع بصنعة منك خرجت الحرفة مشهورة بك يضربوا المثل فالثقافة  و العلم و الجمال .
تلمسان فيها الكنوز مكنوزة إدا حبيت تعرف خصالها أسأل ناسها      و أسأل البراني اللي عايش في أحضانها .أه شحال شابة يا تلمسان .

mardi 17 janvier 2012

إسمي عربي و أفتخر

 
إســمــي عــربــي و أفــتـخـر
أتــكــلــم عــربــي و أفـتـخـر
  
ربما هده التكنولوجيا التي نواجهها و نعمل من أجلها    و نجتهد لكي نتكيف معها تجعلنا نتق في قدراتنا الفكرية و أن نسبح في تيارها كما نشاء نحن و ليست بثقافة الغير.
هدا الاستعمار الثقافي الذي نواجهه لا يفرض علينا أن نتكلم بما يحبه هو بل إرادتنا التي جعلتنا ننغمس في أجواءها و نتكلم كما يتكلمون هم و نكتب كما يكتبون هم و هدا يحط من شأننا نحن كبشر لا غير حتى أحد فرض علينا هدا الانبطاح.
ربما نلاحظ  التهافت و الجري وراء كل ما هو أجنبي علينا حتى أصبحنا نكتب و نحط من قيمة لغة الضاظ   و نعوضها بلغة موليار بدون أدنى سبب اللهم الافتخار بأنني أكتب بهده الطريقة و نسمي كذلك أنفسنا بأسمائهم ولا نبالي و كأن أسماءنا عادت عيبا أن نطلقها على أنفسنا .
ربما في هده اللحظة بالذات لابد علينا أن نفتخر بلغتنا العربية و نجسدها في أرض الواقع و لا أخاف لومت لائم و نعتز بكوننا نكسب لغة حباها الله و ختم بها كتابه المبين للعالمين .
ربما في هده اللحظة بالذات واجب علينا أن نسمي بأسمائنا العربية و نفتخر و نجسدها في أرض الواقع    و لا نخاف من أي أحد .
نحن الدين نغير ما بأنفسنا و نعطي المثل في هدا العالم الافتراضي و نظهر و نتشبث بثقافتنا و هويتنا العربية  و الإسلامية كما يفعلون هم .
نحن نعرف بأننا أحسن من غيرنا لمادا:
أولا: نحن نعرف و نحسن التكلم باللغات التي نحب أن نتكلم بها و هم لا يعرفوا أصلا كيف ينطقون بها.     
ثانيا: نحن نعرف و نحسن الكتابة بأي لغة نحب أن نكتب بها و هم لا يعرفوا حتى كيف تكتب اللغة العربية.
فلماذا لا نتركهم يحدوا حدونا و نعلمهم كيف يتبعوننا    و ينتهجوا نهجنا.
إدا كنت فعلا عربي أصيل أعرف بأنك تحسن الكتابة   و التكلم باللغات الأجنبية فابدأ بالكتابة و التسمية بلغتك الأم وهي اللغة العربية و لا تبالي أي أحد و أعطي درسا في الأخلاق و التهذيب و أعطي المثل الأسمى في التسمية باللغة العربية و افتخر بهداك الاسم عوض الافتخار باسم أجنبي أو التسمية المستعارة  في الأصل لا ينتمي إليك و لا يحتاجك و اخلع هدا التفاخر بالغير من فكرك و ابتهج باسم هو الأقرب إليك .
 لنشارك جميعا في تفعيل هده التسمية الأجنبية علينا    و الدخيلة في مجتمعنا و نمحيها تدريجيا و نحث الأخرين بأن يطلقوا تسميات مستعارة باللغة العربية     و نكتب باللغة الأم.