قـاعـة الـصـحـافـة
( قــهــوة الـرمـانــة )
نـص مسرحي من تقديم الفنان و
الحرفي و الشاعر جلول حساني
قبل هده
الحكاية كنت متضامن مع مثقف كان في إضراب عن الثقافة و هالني الوضع من بعيد و فعلا لقد اتصلت به من مدينة مغنية
الحدودية من هاتف أحد أصدقاءه رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي و حينها أكملت
مسيرتي و بدأت بالاتصال به عبر الفيس بوك لما انتهى من الإضراب الثقافي , و لكن في
يوم من الأيام و بمجرد ما سألته عن كيفية الوصول إلى الحل و قلت ربما نستخلص منه العبر, فاجئني برد عنيف
فقلت لا علينا و لكن لم أكن أتصور
بأنني سوف أكون من الممقوتين و المكروهين و هنا تبدأ القصة :
صدى
الأقلام , كانت في طريقها إلى تلمسان, فرحت و قلت جاءت الحصة التي لا طالما
أحببتها من بعيد و هللت و رحبت بها و كنت أكتب كل هدا الشئ في الفيس بوك .
جاء
الموعد و قلبي يرتجف لا أعرف لمادا , حملت نفسي على كتفي و أخدت الحافلة لأقطع
مسافة 10 كيلومترات لأصل قبل الوقت إلى قاعة الصحافة الدولية بتلمسان .
(الدارجة ) - الفصل الأول.
دخلت قهوة الرمانة عفوا قاعة الصحافة .........
في
وسط القاعة نجبر ربعة نتاع الناس مول الصح اللي بغيت باه نشوفه كان قاعد, اللخر يعرفني خاصة صاحب (واكادا) الكنغولي أصله
من تلمسان و حامل قناع كنغولي و لكن تما عرفت بلي يكرهني , سلمت عليهم بسلام
المسلمين كان وحد السلام بارد بارد و كأنها راك فالمشتى بالرغم داك النهار كان
سخون بزاف في تلمسان بحيث ما كان حتى كلمة أخرى من غير السلام خرجت من فامهم و
حطوا ريسانهم , تراجعت للور و حكمت بلاصا في قنتْ و لو كان جبرت الأرض تنحل ندخل
فيها , بقيت نشوف فالعْلامات نتاع الدول المشاركة قدامي ما قدرت ندير حتى حركة ,
هنا قلت ماعليهش, دخلوا ناس آخرين منهم زوج بنات يضحكوا قاله (
واكدا ) هادوا بناتي بنات المسرح , عنقهم تعنيقة حتى الصدر مع الصدر لصق مع الأخر
و هما يضحكوا, قلت ما عليهش هادو بناته كبار و هو شاب .
القاعة
كانت خاوية و كانت الزوج فايـْت, (وكدا) قال للجماعى يا الله ندّخل ضيوفي اللى
عرضتهم أنا , و فعلا دخلوا لقاعة أخرى و قعدت وحدي فالقاعة و بقيت نقول أنا راني مانيش
معروض علاش راني قاعد هنا غاظتني عمري و زدت بردت داك النهار , و لما خرج (واكدا)
سألتوا هل المحاضرة فيها غير المعروضين و لا اللا ؟ قال لي لا لا للجميع و مشى
يجري عند وحد القاوريات عرب يسلم عليهم .
(الدارجة) الفصل الثاني.
قهوة
الرمانة عفوا قاعة الصحافة تعمرت شوية
بالغاشي مفرنس و بدات الحكاية ما تفهم فيها والوا , العربية كلاوها لو كان تغمض
عينيك و تسمع تقول راك في باريس و لا في قرونوبل.
بدات الهذرة
الهذرة وما كان حتى كلام صحيح كله خرطي في خرطي و تنقلت الهدرة للتداول على السلطة
, التداول شحال مليح في بلادنا خاصة مين سمعت كلمة خلوا التداول للمرى هدي خمسين
سنة ما حكمت فينا مرا و انصرف و خلا المرى و شكون هدا المرى تخطب فالجميع .
في
داك الوقت أنا مشيت فالأحلام و قعدت النوم في داك الكابوس نتاع التداول و نقول حكمتنا مرى هي أصلها من تلمسان , جدورها
تلمسانية , كل شئ فيها تلمساني و بصح تكره العرب منين جاو و ما تبغيش واحد فينا
, تتكلم بكلام رصين ما فيهاش كلمة عربية ,كنت نقول درك تغـلط و تقول كلمة حلوة
بالعربية لا لا لا لا نموت في الفرنساوية و
راهم هنا ناس مجربعين و معربين يفهموني بالسيف عليهم و هما اللي عطاوني التداول .
فقت
مع راسي, نجبرها عاد تهدر و تهدر و ترقد فالعرب بداك الكلام الحلو و من كثرث اللي
هي شابة الصوار اللي كان معجب بيها صورها شحال من مرة و حتى ركع خطرى قدامها باش
يصورها غاية ومن قريب لو كان تشوف تصويرتها تخاف و من كثرت الماكياج حتى الجلود
نتاع وجهها بانوا .
دخلنا
فالتداول و لحقنا للمعجبين بالحكايات نتاع زمان و نخلعت لما كنت نسمع في ديك
الحكاية نتاع بكري ( الطوير لخضر ) كان الأستاذ يفتخر بالحكاية الفرنساوية و هي
الحكاية حكاية قديمة نتاعنا كانوا جدودنا يحكيوها لنا بكري و ما خلعتنيش هديك و
اللي خلعني هو التصفيق و التهليل على اللي كان يحكي و تفاعلوا مع الحكاية و لو كان
حكاها كانش واحد بالعربية كانت ما تقنع همش و ما تعجب همش .
(الدارجة ) الفصل الثالث.
قهوة الرمانة عفوا قاعة الصحافة .............
فهدا
القاعة بالذات عرفت باللي (واكدا) كان يكذب علينا و عرفت فهدا النهار بلي محمد
ديب دارو له مؤسسة مثله مثل (العربي بن صاري) اللي دارو له مؤسسة و حتى
(العربي الوعزاني) اللي لحد الأن
مازال مجبرش اللي يدير له مؤسسة نتاع الصريط و كيفه كيف (بن زرقة )المغني
الأنيق اللي كان و ما ننساش (أحمد ملوك) اللي راه يعاني و اللي عطى الكثير لتلمسان و الجزائر و كاين
بزاف من هدا النوع اللي كان يحتاج تمرة و
مين مات علقوا له عرجون .
في
قاعة الصحافة بدات عيشت الكلاب هنا عرفت بلي محمد ديب كان يعاني و متألم و
كان عامين ما شافش ولاده من كثرت الميزيرية و قلـّت السولدي , كان يجمّع و يعـنـّق ديك الرمانة اللي راها متواجدة في
ساحة القهوة , كان يظل يشكي لها همه و حتى واحد ما كان يحسّ به كيما أنا مين جمعت
في قاعة الصح أفة و تذكرت بلي (واكدا) أعط 20 فالمية من الكذب و الماكياج و الضحكة
الصفرى للحكاية اللي كتبها محمد ديب و اللي عطى فيها 80 فالمية كلها صح , فعلا
عانا محمد ديب من الحقارين نتاع داك الزمان و نتاع هدا الزمان كيما واحد فيهم و هو
(واكدا) اللي غرس لمحمد ديب 20عشرين نخلة من أمام قبر داك الحي إلي خلاّنا الكنوز
و قعد يتحكم في دوك النخلات ,النخلة اللي ما تعجبوش يقلعها و اللي تعطي له التمر اللي ما شي مليح يقيصه للي
ما يسواش و ياكل هو من التمرنتاع محمد ديب غير الشباب ,أه مات محمد كيما ماتوا
الأخرين و راهم أمثال (واكدا) يغنيوا و يرقصوا فوق أشلاء الأخرين و يقول و هو
فرحان أنا عطيت عشرين فالمية من روح الحكاية جبرها واجدا نتحداك إدا كتب قصيدة و
اللا كتب حكاية من عندو ما يعرفش .
هو
يقرا فالحكاية و أنا مشيت فالأحلام و قعدت طاير فالسما و نقول : يالساف اللي طلعتني
لسما تعيا ما تعلي و تهبط , و يا رجلية اللي تديني للنار تديني للجنة و يا راس
الهامة اللي ما تفكر غير عند شفار عينيك قعدت ما بين الرهجى نتفرج في قوم ما هومش
ليا و بقيت نعيط على الزمان الغدار اللي فوّت حياتي فالعذاب و اللي كانت في عمري
09 سنين و أنا فالكاسكيطة (شبل من أشبال الثورة)
و فوّت حياتي فالعسكر ما خليت بلاد شفتها و تميزرت فيها و خدمت وطني بكل
وطنية و روح المسؤولية , و كرست حياتي للثقافة ما خليت كل الحرف نخدمها و ربي
عطاني فالفنون و الثقافة و الإبداع و الإختراع و عطاني فالشعر و الكلمة الصادقة و نقول الحمد
لله أنا ما نعرفش الشيتة و اللا التكياس و
البوس على اليدين و الأكتاف .
فقت من المنام نجبر(واكدا) يضحك الضحكة الثقيلة و نشوف صديقنا يسلم و يعنق
فالحضور و أنا راسي دار , خرجت من قهوة الرمانة عفوا قاعة الصحافة و نقول كرهتك يا
عبد الرزاق لالالا الرزاق هو ربي بل كرهتك يا بوكبة كرهتك ما كنتش نستنا يكون داك
النهار مشؤوم و مغموم و فيه الناس تلوم , خارج و نتكلم مع نفسي ماشي و نهدر و نقول
يا السي جلول روح مع الواد الواد وقول يا قلت لصحاب الله ينعل داك النهار اللي
تكلمت فيه معاك و نغبنت فيه من كثرت الظلم و التهميش و لكن أحلف بالله العلي
العظيم لن أتضامن مع أي كان في المستقبل و لو يكون يقطعوا فيه قطعة قطعة .
ركبت فالكار و أنا نقول يصل صدى
الأقلام إلى الأموات أكثر من الأحياء و يقول المثل اللهم اجعلني غريب و كذاب لأن الكذب
يصح على الأموات لأنهم فارقونا و نقدر
أن نسطوا على أعمالهم و ثقافتهم و لكن الأحياء هم بأجسادهم و أعمالهم حاضرين
مهمشين و مقصيين و فوق سماءهم و رؤوسهم الصقور و الجوارح تنتظر موتهم لتنقض على
أجسامهم البائسة و العليلة ليأكلوها و بعد دفنها يأتي من له المخالب ليجزئ و يفصل الجثة
و ثم يجعلون لكل جسد مؤسسة يقتاتون منها
مثل القوارض و الجرذان فقبحا لهؤلاء.
الخاتمة:
هل
فكرتم أن تبحثوا عن الأقلام الحية في الحياة أحسن لكم أن تبحثوا عن الأموات في
الحياة و تتركوا الأوضاع و تعطي لكل ذي حق حقه و تدونوا للمثقفين الأحياء و الدين
يزخرون بموروث ثقافي هائل عوض التبجح بالأموات وما تركوه من عمل فسيذكرهم التاريخ
بكم أو بغيركم .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire