بــيــن هــذا و ذاك
كم تدوم أهات الفقير
في مستنقع الظلمات
يعيش بينها في التعاسة
و فقدان الأمل ...
كم ينزف دما
من أجل الصراع
و التشبث بالأصل
سعيا وراء القمم ...
كم ثمن الظلم
في ليالي الحزن
و ألم الجراح
المتخم بالملل ...
كم يستغيث في اليوم
فلم يجد منقذ
و لا فاعل خير منجد
و لا يد مساعد تمد
للخير تهلل و تنقد ...
كم من عيون تبكي
في ليالي القهر
و في وسط شمس الأحباء
حرّها يكوي القلوب
و تشوي خيوط وقاح الدهر ...
كم من ابتسامة سئمت
شم رائحة الورود
و قطف عناقيد الريحان
و لمس الحنين و الوفاء ...
كم من ضحكة سرقت
من خدود الولهان
والعاشق للحياة ...
و صانع الابتسامة في الوجوه
كم من ضائع بين متاهات
الشر و مثلت الفقر .......
فــقــر – ذل و هـــــوان
ذئاب صنعوا من أشلاء الفقر
جسور الغنى ثم تفرعنوا ..
و كم تبقى من الحلم
إذا تناجى به الفقير
فلا يصحوا من العذاب
و إذا صحا تألم ...
و كم تدوم سعادة الغني
في جو البهاء
يعيش بينها في الترف
و نسيان الجوعان
كم يتشدق بخيره
من أجل التباهي
و كسب المال
سعيا وراء الخيال ...
كم ثمن الرخاء
في أيام الفرح
و تخمة البطون
المملوءة بالحرام ...
كم يذخر في اليوم
من مال فلم يجد
أمامه سوى التبذير
و كسب رجال السوء
و الصعود على أكتاف الفقراء ...
كم من أفواه تتلقفه
في الأعياد
و في الأفراح فيغلقها
بدينار و خبزت
و لقمة عيش ثم يلام ...
كم من فخر حاباه الله
فنسي رائحة الفقير
و مساعدة المحتاج
و تضميد الجراح ...
كم من ابتسامة حرمت
من وجوه البؤساء
و تمزيق فتات الخيرات
و منع الابتسامة
من شفاه الأبرياء ...
كم من حائر بين الفعل
للخير و مثلت الغنى ...........
مـال - شـهـرة و نـفـوذ
أغنياء صنعوا من كنوز الغنى
عداوة في وسط الفرقاء
و كم تبقى من الشقاء
إذا اشتد عود الغنى ...
فلا صداقة و لا رحمة
في قلوب العباد ...
و كم من مجتمع
عات فيها الأغنياء
فسادا و قهرا
فاندثرت رائحة العباد ...
بين هذا و ذاك ..
و بين الكم و كم ..
تجد الخير سابق الشر
و أهل الخير في كل مكان
و لا يبقى للشر مكان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire