jeudi 22 mars 2012

و تـبـقـى الـحـكـمـة سـاريــة الـمـفـعـول

 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية
 صور أيام بوغار العسكرية




صور أيام بوغار العسكرية
















و تـبـقـى الـحـكـمـة سـاريــة الـمـفـعـول

ليس غريبا لما تسمع دعاءا يأتيك من شيخ أو عجوز طاعنة في السن    و تقول لك بعدما تنجز لها عملا ما 
( روح يا وليدي قدامك خضرة و موراك خضرة
و تكون أبواب السماء مفتوحة فتصبح في نعيم و تتمتع بحياة أجمل      و لكن إذا سمعت العكس كيف تصبح و كيف تمسي !...
قصتي هذه قصة واقعية عشتها بمرارة منذ زمن بعيد و ها هي أحكيها لأول مرة:
لما كنت صغيرا و أنا في الخدمة الوطنية عشت حادثة لم تكن في الحسبان بل أنا أعيشها حتى الآن , في سنة ألف و تسعة مائة و اثنان    و ثمانون (1981) كنت في ثكنة بوغار بمدينة قصر البوخاري ولاية المدية  و كنت عسكريا ناشطا بما أنني كنت من أشبال الثورة و أتمتع بصحة و عافية و كانت لذي فصيلة عسكرية أقوم بتدريبها و موقع عملي كان بعيدا عن الثكنة الأم و كنت أحمل كل يوم الوثائق و أذهب بها إلى الإدارة و أمشي مسافة ستة كيلومترات أصعد فيها الجبل و أتسلق الصخور و أمر على قرية بوغار لكي أصل إلى الثكنة الأم و أضع الوثائق و أحمل البريد الوارد إلى العسكريين الموجودين عندي و أعود أدراجي  و أمرّ كذلك على القرية الصغيرة و الخاوية من الأهالي .
في يوم من أيام الله حضّرت البريد الصادر و صعدت كالعادة الجبل     و مررت  في وسط قرية بوغار و وصلت إلى الثكنة فقضيت أعمالي هناك ثم وليت راجعا ,و في ذالك اليوم المثلج و البرد القارص و أنا راجع إلى ثكنتي الصغيرة دخلت قرية بوغار و ما إن وصلت إلى خارج القرية استوقفتني عجوز طاعنة في السن تمشي على ثلاث كانت جالسة أمام منزلها تنتظر من يمر من أمامها لكي تطلبه لفتح الباب الحديدي لها و كان همي أنا الذي كنت أمامها فطلبتني بصوت خافت  و قالت: يا ولدي افتح لي الباب فلم أستطع فتحه , رجعت قليلا إلى الوراء و اتجهت نحو الباب الحديدي فكان صعب في فتحه فعلا فتعاركت معه و بفعل البرد القارص و الثلج المتساقط عليه فتحته و بصعوبة تامة و لما فتحته قامت و هي معكوفة الظهر و دخلت الباب من خلفي و في تلك اللحظة بالذات و بدون أن تتوقف قالت لي و أنا ذاهب لأتجه نحو المنحدر و يا ليتها ما قالت :
 ( روح يا وليدي قدامك خسارة و وراك خسارة ) فصعقتني في الصميم .
أنا الذي كنت مرحا و ذو حظ كبير رجعت مكفهر الوجه لا أبتسم و لا أضحك كالعادة, المهم واصلت هبوطي في المنحدر فارغ الرأس و كأنها غسلت مخي و بات لا شيء فيه و من تلك اللحظة لم أفكر في أي شيء.
 كانت الساعة آنذاك الحادية عشرة صباحا لما وصلت إلي مكتبي المتواضع وضعت أوراقي و البريد الوارد و اتجهت نحو غرفتي المظلمة و استسلمت للنوم العميق و ليس من عادتي النوم بالعكس كنت أحب الرياضة و كرة القدم لما انتهي من التدريب و التعليم العسكري اتجه مع جنودي لنلعب مقابلة في كرة القدم .
نمت من الساعة الحادية عشرة و نصف صباحا و لم استفق حتى الساعة السادسة صباحا من اليوم الموالي , فبدأت أراجع مسلسل الواقعة و أفكر ماذا قالت لي و أنا طريح الفراش و ماذا فعلت فنهضت مسرعا لبست ثيابي العسكري و بدون أن أتناول فطور الصباح كالعادة اتجهت نحو مكتبي و أخدت البريد الذي حضره لي صديقي في العمل و انطلقت مسرعا نحو الجبل و تسلقته بسرعة لكي أصل عند تلك العجوز لأتمكن من معرفة ما قالته لي البارحة و لما وصلت عند باب منزلها بدأت أدقدق في الباب الحديدي المشئوم و طالت الإجابة و كانت الساعة السابعة و نصف صباحا و بعد لحظة خرج رجل كبير و هو عسكري بالثكنة فسلمت عليه و قال لي ما بك ترتعش هكذا فقصصت له القصة بكاملها فبدأ يضحك و قال لي لا عليك فلا تخف لقد قالتها هكذا بدون قصد , انصرفت من أمامه و بدأت الدموع تتساقط لوحدها و من ذلك اليوم و أنا أتذكر تلك القصة المشئومة و الدعاء الفجائي بدون ما أفعل أي شيء سيئ أو يضر تلك العجوز بل بالعكس عملت عملا صالحا لوجه الله .
( روح يا وليدي قدامك خسارة و وراك خسارة )
الواقعة هذه لها ما يقارب الواحد و الثلاثون سنة و لم أنسى و أتذكرها كلما أخسر في معاملتي اليومية فأرى و كأن تلك المصيبة كانت مكتوبة إلى أجل لا يعلمه إلا الله تبارك و تعالى و بالفعل كانت أمامي خسارة كبيرة و خلفي خسارة كبيرة و أنا أعاني من هذه الأزمة حتى الآن و لم أستطع أن أنسى و لو للحظة قليلة و كلما أواجه مشكلة إلا و أتذكر تلك الحكمة المشئومة و التي سقطت علي كالصاعقة .
و تبقى الحكمة سارية المفعول حتى الآن و لا زلت أعاني و أعاني      و أعاني في صمت و كلما أحكي القصة لمن يسمع لي لا يهتم بها و لكن أنا أعاني خباياها  و لا أحد دلني على أن أتجاوزها و أبدئ في حياة جديدة و عكرت صفو حياتي و بثت أخاف و أقلق من مستقبلي و بالفعل ضاعت حياتي و حتى في معاملتي وجدت هذه الحكمة تلازمني و في كل شيء بالرغم من أن أعمالي و مواهبي لم تشفع لي و صرت متذمرا     و متشائما من كل شيء و ركبني اليأس .
بين دعاء الخير و دعاء الشر تختلف المواقف و بين الحكمة النبيلة       و الحكمة السيئة لها دلالتها و مفهومها الخاص و لكن لما تأتي هكذا      و تسمع دعاءا مشينا يعكر صفو حياتك و تحس به فعلا في يومياتك المعاشة تقلق و ينتابك الذعر و أنت لم تفعل أي شئ , حقيقة هي قصتي الواقعية التي أنا أعيشها حتى الآن أمامي خسارة و خلفي خسارة فعلا لن تذهب من مخيلتي و عقلي و يبقى المخ منشغل بها حتى يأتي الفرج من عند الله و هو خاتم الكلام سبحانه و تعالى .
قصة واقعية عشتها أنا جلول حساني
 ( روح يا وليدي قدامك خسارة و وراك خسارة )












































































































































































































































Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire