تقول الحكمة ( نحن نعتز بماضينا الثقافي , و لكن ماذا سنخلف لأجيالنا القادمة ) بهذه المعنى أود أن أعرف في أي اتجاه نحن ذاهبون .
اليوم أبدأ بحرفة
النحت على النحاس
كانت توجد ثلاثة مدارس معروفة في النحث على النحاس في الجزائر و هي:
مدرسة تلمسان
مدرسة قسنطينة
مدرسة غرداية
كانت تعرف مدينة تلمسان في مجال النحث على النحاس باسم الحفر على النحاس
le ciselage
بمعنى أن الحرفي يحفر النحاس ما بين الفراغ للزخرفة التي يرسمها .فكان الحرفي يستعمل ثلاثة أزاميل فقط للحفر: واحد للنحث و الثاني للترميل و التقب و الثالث للتقطيع و النحث و بهذه الطريقة يتقن بها عمله و صارت مدينة تلمسان لا تماثلها أي مدينة أخرى في هذا المجال.
هذه الحرفة انقرضت من مدينة تلمسان و ذهبت ريحها و بقيت أنا أمتهنها و لكن في أوقات الطلب عليه و إنما لا أستعمل النحاس كثيرا و يبقى المشكل عدم وجود النحاس سواء الأحمر أو الأصفر و كذلك عدم الطلب على هذه الحرفة و أخيرا عدم المساعدة و التكفل بها من ناحية الدولة و أعني بها وزارة السياحة و الصناعة التقليدية
مدرسة قسنطينية يعملون بطريقة أخرى مثلهم مثل المغاربة و المصريين بمعنى يستعملون البصمات أي l'empreintage
أن الحرفي لديه عدة أزاميل مختلفة الأشكال في رؤوسها بحيث يستعملها في كل طرقاته و نقشه على النحاس منها على سبيل المثال النجمة و الهلال و المثلث و الدائري إلخ ... فالخلاف ظاهر على كل عمل .
ما زال هناك طلب على النحاس في مدينة قسنطينة و لا يزالون يمارسون هذا النشاط لحد الأن
مدرسة
غرداية حرفيوها كانوا يستعملون نفس الطريقة لمدرسة تلمسان بحيث كانوا يحفرون
النحاس حفرا عميقا و ثم يدخلون في الخط المنحوث خيوط ذهبية أو فضية أو نحاسية
تختلف عن النحاس و يبدأون في طرقه حتى يلتصق بالنحاس و تسمى الطريقة بالطرق أي le
martelage .
هذه الحرفة انقرضت هي الأخرى من مدينة غرداية و يبقى شيخ كبير أعرفه يتقنها من حين لأخر و لكن له نفس المشاكل الذي نعاني منها نحن الحرفيين المحسوبين على الأصابع نعاني التهميش و الإقصاء و القضاء على هذه الحرفة التي تركوها لنا أجدادنا فمن المنقض لهذه الحرفة.
لماذا جعلت هذه الحرف و لماذا جعل الله لنا هذا الموروث الثقافي لسبب بسيط حتى يعرف كل واحد من أين هو مثلا أنا لما أذهب إلى مصر أقتني تحفة مصرية لا جزائرية و لما يأتي عندنا سائح أجنبي يقتني تحفة جزائرية ليست مغربية و العكس صحيح و إذا ذهبت إلى قسنطينة تقتني تحفة قسنطينية و ليس العكس و هكذا .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire