ترابي أنا منه و
هو مني
ضاق صدري
و انفجر القلب
الرهيف
ازداد نبضان هذا
التعيس
حجرة فيها الظلام
بات فيها بدون أنيس
طال عذاب الأيام
و المحن
و اشتاق قلبي بأن يخرج من الأحلام
عذابي في ترابي
نام
ترابي أسود اللون القاتم
لماذا تكرهني يا ترابي فإني لك دائم
ماذا جرى لك حتى تبعدني
حتى خطوات جسدي صارت ثقيلة عليك
ترميني كل مرة حين أداعبك
لا تقبل مزاجي و أنا الحائر
مشيت على أشواك
ترابي
تدربت فوق صخرات الآلام
نمت تحت
الجدران المائلة
ذابت دموعي و انهارت أحلامي
ماذا أصابك يا ترابي
هجرت من أجلك
ولما عدت عاد العذاب
صاح شبابي في أحشاء و غبار التراب
صعد حزني إلى الأفق البعيد
حتى يتأمل ذاك
العراك الدائم
و أرى من يشاركك في تعذيبي
و لكن أعرف بأنك لا تحبني بالتمام
و أعرف بأن تنفسي من هواك اندثر
و رفعت الأعلام السوداء في وجهي
و مزقت أوراقي البيضاء في مدينتي
و شكلت سراجا مثينا حول حياتي
و تآمرت مع أعدائي
في نحيبي
و صرخت في وجهي
و كأني لست منك
يا ترابي
بكيت من أجل
الرجوع إلى أصلي
و لكن مهلا سأرجع
إليك و أنا في نعشي
و سأدفن بين تراك
قريبا
و سيقولون يوما
بأني كنت مجهول
و سيعرفون بأن
جسدي ليس من هذا التراب
يا أمالي و يا هذا
الطين اللازج
لما تهجرني و أنا
مخلوق منك
لما تزج بي في
وحل المتاهات
كنت بعيدا عنك فأرى
الحنان
و لما اقتربت منك
بان الخصام
و عرفت بأني غير
مرغوب في مدينتي
آه كم هو حزين ذاك القلب الرهيف
كم هو مشتاق أن يتنفس رحيق التراب
و لكن سأبكي و أضل أبكي
و انتظر كفني الأسود
حتى يوارى جسدي التراب
و عقلي معلق في ثقافة الجهل
و أعرف بأن ترابي مني و أنا منه إلا في العذاب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire