الــتــزيــيــن الـفــنـــي بالــحـــنـــاء
نــحـن نعـتـز بماضـينا
التـقـافي و لـكـن ماذا سـنخـلـف
لأجيـالـنا الـقـادمـة
نعتز بماضي أجدادنا و أبائنا و ما تركوه لنا من
تراث و تقاليد نحن نفتخر بها اليـوم و
لكن ماذا سنخلف نحن من
تقاليد أو نحافظ عليها على الأقل لأجيال يحكموا لنا أو علينـا .
مادة الحناء هي نبتة طبيعية عرفت و أستعملت من طرف الإنسان مند القدم
فاستعملوها في شتى الميادين .
الحناء تستعمل لتلطيف الشعر و تقويته و تستعمل لتلوين الشعر و تستعمل كذلك
للتزيين في المناسبات كالأفراح و الأعراس و المولد النبوي الشريف .
تجربتي مع التزيين بالحناء بدأت مند شبابي حينما اكـتسـبتها لأول مــرة في زمن السعـادة و الفرح و الأعراس
حينها كنت أرسم بالحناء في يد العـروس و أزينها بأجمل الرسوم الزخرفية و بما أنني
فنان و حرفي أتقن الرسم و النحث إلخ...
استحسنت العمل فيها فطورتها و استعملت رسومات و رموز خاصة بها و سميتها التزيين الفني
بالحناء عوض الوشم أو التـــاتــــواج.
الفرق الشاسع بين الحناء و الوشم
جعلني أخوص في أعماق الحناء حتى أعرّف بخصائلها و أعترفت بأن مادة الحناء هي
مادة رائعة لا تضرّ بالجسم و لا بالنّظر إليها و كلما استعملتها كلما زاد ت في
رونقها و جمالها فأعشقها و أعشق العمل بها و تبقى تقليد راسخ في دهني .
عكس الوشم الذي لا يفرق بينه المجتمع و هو
دائما يقـارنه بالحناء العادية
فالـوشـم لا تستعمل فيه الحناء أبدا بل هي عـــبارة
عــن عـملية جراحية بـسـيطة و مـؤلمة يجرح من خلالها أو يتقب الجلد بالإبر فيسيل
الدم فيخلط بمادة البارود أو الكحل أو الحبر الصيني فـيلـتصق بالجلد و لا يزول إلى
الأبد ذلك هو الوشم و الوشم حرام .
أما الحناء فهي مادة طبيعية استعملوها أجدادنا في كف أيديهم و أرجلهم بطبقة
غـليظة منها فتعطي اللون الأحمر يميل إلى الأسود فتطورت هذه العادة فأصبح كل مجتمع
يزينها بطــــريقته الخاصة مثلا تــلمسان أطـلـقـوا عليها إسم (القويلبات) و هي
عبارة عـن رسومات خطية أفقية أو عمودية و ترسم بعود ثقاب فتصير مثل القالب .
تدخلت أنا بموهبتي و فني فعملت لها قواعد و رموز فأصبحت جميلة جدا تستحسنها
النساء و العرائس فأصبحت موضة العصر .
في العاصمة و في المناسبات يستعملون الحناء في المولد النبوي الشريف و لا تــفوتهم
الفـرصة في تـلك السهـرة النبويـة و المـدائح
الـدينية و الكـلام المبــاح و كذلك البوقالة التي لا يستغنون عنها , فأضفت إلى هذا الرسم أو التزيين بالحناء و أضفت له البوقالة أوفأل الخير دائما .
في الأخير أتمنى أن يكون هذاالعمل المتواضع في متناول الجميع و أن يحضى
بالإهتمام و أنتطر دائما النقد الفني البناء و أكون إن شاء الله من الذين يحبون
التراث الجزائري و أفتخر بالفنون التقليدية و المحافظة عليها شكرا .
لذي كتاب في هذا المجال مدعم بالصور و البوقالات الجديدة التي لم تسمع لحد الأن و لذي مجل+ة خاصة بالحناء و سميتها حناء لحواء جميلة الشكل و المضمون و لكن لحد الأن لم أجد الأذان الصاغية أو اليد المساعدة لمساعدتي على إصدارها بما أنها جدّ مطلوبة في السوق .
معذرة